17‏/11‏/2010

شعر هند بنت عتبة

شعر هند بنت عتبة


قال ابن إسحاق : وقالت هند بنت عتبة بن ربيعة تبكي أباها يوم بدر

أعيني جودا بدمع سرب على خير خندف لم ينقلب
تداعى له رهطه غذوة بنو هاشم وبنو المطلب
يذيقونه حد أسيافهم يعلونه بعد ما قد عطب
يجرونه وعفير التراب على وجهه عاريا قد سلب
وكان لنا جبلا راسيا جميل المراة كثير العشب
وأما بري فلم أعنه فأوتي من خير ما يحتسب

وقالت هند أيضا :

يريب علينا دهرنا فيسوءنا ويأبى فما نأتي بشيء يغالبه
أبعد قتيل من لؤي بن غالب يراع امرئ إن مات أو مات صاحبه
ألا رب يوم قد رزئت مرزأ تروح وتغدو بالجزيل مواهبه
فأبلغ أبا سفيان عني مألكا فإن ألقه يوما فسوف أعاتبه
فقد كان حرب يسعر الحرب إنه لكل امرئ في الناس مولى يطالبه

قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت هند أيضا :

لله عينا من رأى ملكا كهلك رجاليه
يا رب باك لي غدا في النائبات وباكيه
كم غادروا يوم القليـ ــب غداة تلك الواعيه
من كل غيث في السني ن إذا الكواكب خاويه
قد كنت أحذر ما أرى فاليوم حق حذاريه
قد كنت أحذر ما أرى فأنا الغداة مواميه
يا رب قائلة غدا يا ويح أم معاويه

قال ابن هشام : وبعض أهل العلم بالشعر ينكرها لهند . قال ابن إسحاق : وقالت هند أيضا :

يا عين بكي عتبه شيخا شديد الرقبه
يطعم يوم المسغبه يدفع يوم المقلبه
إني عليه حربه ملهوفة مستلبه
لنهبطن يثربه بغارة منثعبه
فيها الخيول مقربه كل جواد سلهبه

شعر هند

وفي شعر هند : جميل المراة أرادت مرآة العين فنقلت حركة الهمزة ؟ إلى الساكن فذهبت الهمزة وإنما تذهب الهمزة إذا نقلت حركتها ، لأنها تبقى في تقدير ألف ساكنة والساكن الذي قبلها باق على حكم السكون لأن الحركة المنقولة إليه عارضة فكأنه قد اجتمع ساكنان فحذفت الألف لذلك هذا معنى كلام ابن جني .

وقول هند :

فأما بري فلم أعنه
فهو تصغير البراء اسم رجل وقولها :
قد كنت أحذر ما أرى فأنا الغداة مواميه

قوله مواميه أي ذليلة وهو مؤامية بهمزة ولكنها سهلت فصارت واوا ، وهي من لفظ الأمة تقول تأميت أمة أي اتخذتها ، ويجوز أن يكون مقلوبا من المواءمة وهي الموافقة فيكون الأصل موائمة ثم قلب فصار موامية على وزن مفاعلة تريد أنها قد ذلت فلا تأبى ، بل توافق العدو على كره ومنه اشتقاق التوأم لأن وزنه فوعل مثل التولج والتاء فيهما جميعا بدل من واو قاله صاحب العين . وقولها :
ملهوفة مستلبه
الأجود في مستلبه أن يكون بكسر اللام من السلاب وهي الخرقة السوداء التي تخمر بها الثكلى ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لأسماء بنت عميس حين مات عنها جعفر تسلبي ثلاثا ، ثم اصنعي ما شئت وهو حديث منسوخ بالإحداد ومتأول ذكره الطبري .

ليست هناك تعليقات: