17‏/11‏/2010

حلف الفضول :

بسم الله الرحمن الرحيم


حلف الفضول :

كان حلف الفضول بعد رجوع قريش من حرب الفجار، وسببه أن رجلا من زَبيد قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل، ومنعه حقه فاستعدى عليه الزبيدي أشراف قريش، فلم يعينوه لمكانة العاص فيهم، فوقف عند الكعبة واستغاث بآل فهر وأهل المروءة ونادى بأعلى صوته:

يا آل فهر لمظلومٍ بضاعته
ببطن مكة نائي الدار والنفرِ
ومحرمٍ أشعثٍ لم يقض عمرته
يا لَلرجال وبين الحِجر والحَجَرِ
إن الحرام لمن تمت كرامته
ولا حرام لثوب الفاجر الغُدَرِ

فقام الزبير بن عبد المطلب فقال: ما لهذا مترك. فاجتمعت بنو هاشم، وزهرة، وبنو تَيْم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعامًا، وتحالفوا في شهر حرام،
وهو ذو القعدة، فتعاقدوا وتحالفوا بالله ليكونُنّ يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم
حتى يُرد إليه حقه ما بل بحرٌ صوفة، وما بقي جَبَلا ثبير وحراء مكانهما.
ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي، فدفعوها إليه.
وسمت قريش هذا الحلف حلف الفضول، وقالوا:
لقد دخل هؤلاء في فضل من الأمر.
وقد حضر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحلف الذي هدموا به صرح الظلم،
ورفعوا به منار الحق، وهو يعتبر من مفاخر العرب وعرفانهم لحقوق الإنسان.
روى الإمام أحمد والحاكم في المستدرك وصححه الألباني
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال :
« شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام، فما أحب أن لي حمر النعم،
وأني أنكثه » .
وقال صلى الله عليه وسلم:
« لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت » .


...
من سيرة خير العباد

ليست هناك تعليقات: