17‏/11‏/2010

الخيل والفروسية عند العرب

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


الخيل والفروسية عند العرب


قال الجاحظ: .لم تكن أمة قط، أشد عجباً بالخيل، ولا أعلم بها، من العرب.، وقد لعبت الخيل دوراً بارزاً في حياة العرب، وتركت أبلغ الأثر في لغتهم وأدبهم وطباعهم، فمن حيث اللغة أضافت إليها كثيراً من الألفاظ التي تتعلق بأعضائها وصفاتها وحركاتها•
وفي مجال الأدب ألهبت أخيلة الشعراء، فتغنوا بشجاعتها ورشاقتها وخيلائها، وأما طباع العرب فقد روضتها الفروسية، فأحسنت رياضتها، وبثت فيها النخوة والحمية•
وترجع عناية العرب بالخيل إلى فجر العروبة، أي منذ اتخذوها عوناً لهم على أعدائهم، فشاركتهم الأمجاد والانتصارات، ومن أجل ذلك أوصى >أكثم بن صيفي< قومه بالخيل فقال: عليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب، كذلك قال فيها الشاعر يزيد العبدي:
مفداة مكرمة علينا
تُجاع لها العيال ولا تُجاع
ولذلك ليس هذا عجيباً أن حفظ العرب أنسابها، بقدر ما حفظوا أنسابهم، وصانوها من الهجنة ما استطاعوا، ولم يدخروا وسعاً في سبيل إعزازها•

انتشار الخيل بين العرب

للخيول قصة عريقة وشيقة يقال إنها كانت وحشية غير مستأنسة، ثم كان أول من اعتنى بها .إسماعيل بن إبراهيم. عليه السلام، سخرها الله له فكان أول من ركبها•
وكان نبي الله .داود. محباً للخيل شغوفاً بها، فجمع منها ألف فرس ورثها عنه سليمان، فقال فيها: .ما ورثني داود مالاً أحب إليَّ من هذه الخيل.،
وقيل إن .سليمان بن داود.جلس يستعرض خيوله يوماً حتى شغلته عن صلاة العصر، ولم يبق منها سوى مئة فرس، فأدرك فوات الصلاة، فغضب وقام لصلاته ثم عاد لاستعراض المئة الباقية قائلاً: .هذه المئة أحب إليَّ من التسعمئة التي فتنتني عن ذكر ربي•
وروى ابن الكلبي أن أول ما انتشر في العرب من تلك الخيل أن قوماً من .الأزد من أهل عُمان قدموا على سليمان بعد تزوجه بلقيس ملكة سبأ، فسألوه: عما يحتاجون إليه من أمر دينهم ودنياهم حتى قضوا في ذلك ما أرادوا، وهمُّوا بالانصراف، فقالوا: يا نبي الله: إن بلدنا شاسع، وقد أنفقنا من الزاد، مر لنا بزاد يبلغنا بلادنا، فدفع إليهم سليمان فرساً من خيله من خيل داوود قال:
هذا زادكم، فإذا نزلت فاحملوا عليه رجلاً وأعطوه مطرداً المطرد: رمح قصير يطعن به حمار الوحش وأوروا ناركم، فإنكم لن تجمعوا حطبكم وتوروا ناركم حتى يأتيكم بالصيد، فجعل القوم لا ينزلون منزلاً إلا حملوا على فرسهم رجلاً بيده مطرد واحتطبوا وأوروا نارهم، فلا يلبث أن يأتيهم بصيد من الظباء والحمر فيكون معهم ما يكفيهم ويشبعهم، ويفضل إلى المنزل الآخر، فقال الأزديون:
ما لفرسنا هذا اسم إلا .زاد الراكب••
فكان أول فرس انتشر في العرب من تلك الخيل، فلما سمعت بنوتغلب أتوهم فاستطرقوهم، فنتج لهم من زاد الراكب ـ الهجيس، فكان أجود من زاد الراكب•
ثم توالت الأنساب والأحساب بين خيول العرب من سلاسلة زاد الراكب فكان منها الديناري، وأعوج وسبل، وذو العقال، وجلوى، والخرز. إلى أن كانت مئة وسبعة وخمسين فرساً معروفة في الجاهلية والإسلام، وهذه الأسماء يعرفها من هو ذو خبرة ودراية بتاريخ الخيول العربية
...

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكرا اخي العزيز