المرأة عند البدو في ليبيا
المجاهد عبد الله الفيل العرفي، كموندار دور البراغيث، فقد كان هذا الرجل عندما يحمى الوطيس ويتطاير الرصاص كالقلية، فإن أصحابه ينصحونه بالتريث والتحصن حتى لا يؤذى، ولكنه بدلا من ذلك كان يمتطي صهوة حصانه ويشق دخان البارود مهتزجًا بأغنية أصبحت من مبتكراته البطولية،
فكان يقول:
اللي يخاف ماالبارود ** ايجاي وراي نا خال فاطمة
وهذا ليس مستغربًا عند البدو الذين كانوا دائمًا يتغنون بالنساء من باب التفاخر ورفع الهمم. فعبد الله الفيل كان مشهورًا بغناوته هذه التي يذكر فيها اسم فاطمة بنت أخته، وإذا لم يلب طلبه في شق الصفوف فإن ذلك لا شك فيه عار على أصحابه إذا ما خذلوه وبالتالي كان الجميع يندفع وراءه مقتنعين وغير مقتنعين حتى لا يوسموا بالجبن.
ويعلق الأستاذ فرج لاغا: إن هذه تقاليد اتفقت عليها العرب منذ الجاهلية حيث يتفاخر الرجل بأنه ابن فلانة أو أب أو أخ علانة. والبدو يستحيون في اللحظات الحرجة لاسيما المعيب منها، فيقول الرجل: عيب أنا أبو فلانة أو خال علانة لاأفعل هذا أوذاك. ويضيف الأستاذ عبد العالي العوكلي: إن البدو يكرمون المرأة ويتفاخرون بهاا بشكل غيرعادي، وكثير من قبائل بادية برقة على وجه الخصوص ينتمون إلى نساء، كالسعادي نسبة إلى سعدة الزناتية. ويتفاخرون بالقول: أنا أبو أو أخ فلانة والذي يريد نسبتي فليتفضل. بل بعض القادة كانت أسماؤهم على نساء،كالشهيدين القائدين الفضيل بوعمر بوحواء الأوجلي ومحمد بونجوى المسماري... وكان لزغرودة المرأة سحر ووقع على مشاعر الرجل حيث تحركه وتدفع به إلى الأمام حيث يكون الموت أحيانًا. ويعلق الأستاذ لاغا بأن المرأة كانت تتمتع بمكانة اجتماعية مهمة جدًا لدرجة القدسية، وللأسف اندثرت تلك القيم في أيامنا هذه حيث المرأة ? تقيم بمنظرها وجسدها لابمضمونها.
---
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق