28‏/05‏/2013

شاعرة معتقل البريقة





شاعرة معتقل البريقة

أم الخير بنت محمد بوعبدالدايم العوكلي

أم الخير بنت محمد بوعبدالدايم او ماتعرف،، بشاعرةمعتقل البريقة،، وهي تنتمي لقبيلةالعواكله احدى اكبر بطون قبيلة العبيدات من بيت موسى من بيت عبد الكريم البونه

ولدت المرحومة ام الخير بنت محمد بمنطقة خولان جنوب مدينة القيقب بالجبل الأخضر حوالى العام 1885 م، في بيت تميز اغلب افراده بأقراض الشعر فوالدها محمدبوعبدالدايم كان من فحول الشعراء في وقته وكذلك اخواها زايد وصبره،وكان هي اصغر اخوتها، لذلك فقد عاشت في جو وبيئة شعرية خالصة، كما انها من سكان منطقة الجبل الأخضر في برقه التي تشتهر بالفصاحة وقوة التعبير وتعدد المعاني وهو شئ مشهود لهذه المنطقة بالذات حتى على مستوى الوطن العربي.

ولقد تزوجت الشاعرة من ابن عمتها الشيخ طيب بونواره احد شيوخ قبيلة العبيدات المعروفين وكان رحمه الله يقرض الشعر ايضا فله عدة قصائد مشهورة في عديد المجالات ولكن لعل اشهرها تلك التي قالها في معتقل بنينه ذاك المعتقل الذي اقامته ايطاليا واعتقلت فيه كل زعماء ومشايخ برقه والذي كان الشيخ طيب بونواره احد معتقليه، ومطلع القصيدة يقول :

ماعمرنا رينا امفيت بنينه
لاضان لاسابق اشناو سمينه

ولقد ولدت من الشيخ طيب بونواره ابنها الوحيد الشيخ ارحيم بوطيب رحمه الله وهو يعد من ابرز شخصيات العبيدات فقد اشتهر بالكرم وله في ذلك تاريخ مشهود وخصوصا ابان فترة الاحتلال الايطالي وبالذات في فترة المعتقلات، فقد افنى اغلب ثروته وثروة والده، وهم كانوا من اثرى افراد قبيلة العبيدات، افناها في الانفاق على افراد قبيلته والقبائل الأخرى التي اعتقلت مع قبيلته في معتقلي البريقة والعقيلةوكان الناس في تلك الفترة يعانون من الفقر والمرض بل كنوا يعحزون حتى عن دفن موتاهم فكان رحمه الله حريصا على اغاثة المحتاج ومد يد العون للمريض ودفع تكاليف تكفين ودفن الموتى وكان ذلك بفضل كرمه المشهود وايعاز والده له بذلك وهو الذي كان معتقلا في بنينه .

كما اشتهر الشيخ ارحيم بوطيب بالصدق والشجاعة التناهية في قول الحق فكان لايخاف في الحق لومة لائم .
كما كان رحمه الله يقرض الشعر ولكنه كان مقلا .

ونلاحظ ان شاعرتنا عاشت في فترة الاحتلال الايطالي وعاصرت فترة المعتقلات، وفقدت الكثير من اهلها واقاربها خلال هذه الفترة اما بسب الحرب وبسب المرض الذي تفشى بسب المعتقلات التي اقامتها ايطاليا لتقضي على حركة الجهاد، وبالفعل فبعد اقامة تلك المعتقلات بحوالي العام ونصف العام استطاعت ايطاليا القبض على شيخ الشهداء عمر المختار واعدامه وقتل يوسف بورحيل في احدى المعارك، وبعد ذلك هاجر بقية المجاهدين لدول الجوار، مع العلم ان هذه المقاومة استمرت 22 عاما قبل المعتقلات، وخصوصا قبيلة العبيدات قبيلة الشاعرة التي تكبدت اقسى درجات العذاب والتنكيل فقد رحلت تلك القبيلة عن موطنها حوالي 800 كيلو متر مشيا على الأقدام، كما ان تلك القبيلة فقدت ثلثيها تقريبا في المعتقلات، وكل ذلك حدث لتلك القبيلة لانها كانت تحمي وتدافع وتمون المجاهدين وحركة الجهاد وللدور الذي لعبه افرادها في نقل المؤن والسلاح الذي كان يرسله الأمير ادريس السنوسي في ذلك الوقت من مصر بعد جمعه وشراءه عن طريق التبرعات والاعانات من الأفراد والدول العربية الى المجاهدين في الأدوار .
ثم عادت شاعرتنا مع اسرتها وعشيرتها الى موطنها بالجبل الأخضر بعد فترة المعتقلات لتستقر مع ابنها المرحوم الشيخ ارحيم بوطيب، ثم تنقلت في العديد من مناطق برقة مع ابنها واسرته لظروف عمل ابنها بعد الاستقلال فقد عين ابنها مديرا في عدة مناطق كالابيار والبيضاء، كما كان نائبا بمجلس النواب، الى ان استقر بها المقام مع ابنها وعائلته بمدينة بنغازي وبها توفيت العام 1965 م بحي السكابلي بمنطقة سيدي حسين ودفنت بمقبرة سيدي اعبيد القديمة .




هذه بعض من قصائد الشاعره ام الخير (شاعرة معتقل لبريقة ) تصف فيها الحال في تلك الحقبه المضلمة

1- في هذه الخاطره ام الخير تصف الترحيل الي معتقل البريقة والذي تم عن طريق البحر حيث تقول:


فياتنا نوضن من جبلهن ...اوطايب هللهن ... اوخشن الدزاير اوفاتن ارحلهن

فياتنا سربن بالجذور ... اوعاد يركبن فالفلايك اب زور
فياتنا فالبحر راحلات .. اومتباعدات ... اومن خيط خط الجبل باتلات
النسا والعويله ..... نايضات فالموج مده طويله ... ايسمر جنين الرضاعه عللهن
متهالبات ... وارحلهن والدبش فايتات... اوياما زهن في منازل ابرور
برحل أوبتات ... أونسوان فوق اركس عاشات .... خيط الجبل خربوه النصاري
احجر عالمبات .... امفيت صيد ولا أدول جاردات

2- ثم تصف الشاعره الحياة في المعتقل وتقول :

برغوث وان ارقادنا كدانا ...... ورمل البريقه بالعجاج عمانا

اخباث المله ............................ اللي طبهم فينا ايجيب العله
سلط عليهم جيش حربي كله ........ ياخذ اكفاهم في عتب موتانا

اعلام امعين ............... ............بعد قول مايطلع ايجيهم بين
خدام النصاري ذنبهم موهين ....... واحنا عالله نسلكوا بنيانا

اتجيهم دوله .......................... اويبقي عدو الدين طايب زوله
ويندم الي واخذ امعاهم صوله .... بعد طغوته يطرب علي رفقانا

3- وفي احد الايام اشتد الغضب بالشاعره فجائت ( لباريلا )
الضابط الايطالي المسؤول عن معتقل لبريقه فهاجمته قائله:

حكمك جاير ياباريلا .... فن المال أورق العيله

جضينا مالحكم الجاير ... والسوط الي ديما عايل
ضديتك رعيان سلايل ... وتحارب في ناس رعيه
ماسكنا في بومختار ... اللي كاد اركان الحربيه
سخرلك فالجو ثقيله .... واقطع ايدك ياباريلا

فغضب منها (باريلا ) وكان يتكلم اللغه العربيه ويفهمها فأمر بجلدها وتعذيبها ثم سألها عن اهلها ودياريها فردت قائله :

يا العفن انوريك هلنا ... زينين ماهم معاره
ان عاركوا مايذلوا ... وان ميعدوا هل ادباره



4- وتشكو الشاعره الي ربها حال الاسلام وحال اهلها الذين ابادهم الجوع والمرض والتعذيب حيث تقول :

لسلام يامولاي ضعفن احوالهم ....... اوضاقت وسيعات الخلا من اقبورهم
في هيبتك تموا غنايم اعيالهم ...... واولاد النصاري زرعوا في اصدورهم
أوسلطة عدو الدين فنت أموالهم ... أوفي حكم جاير وانت عالم امورهم
اما عينهم يامن ترالهم ............ والا افناهم نين تمحى اجذورهم
يامرتقب عالدين سلك احبالهم .... الغيرك المن يشتكوا كي تجورهم


... من برقة وطني

ليست هناك تعليقات: