28‏/05‏/2013

دور غناوة العلم فى حركة الجهاد


دور غناوة العلم فى حركة الجهاد

على مدى التاريخ كان للغناوة دورها الجهادي حيث استعملت كشفرة عسكرية
عجز العدو عن فك رموزها وأرخت لشهدائنا ومعاركنا وأججت الروح النضالية
عند أجدادنا في القتال
الغناوة كانت إحدى وسائل المقاومة أثناء غزو الطليان لليبيا في بداية القرن العشرين
ففي ( يوم مراوة ) شرع المجند (علي العاقوري) في تحذير المجاهدين من الخيانة التي
تدبر لهم .. فأخذ يغني (يامحافضية الدور جاكم السيل وعمكم)
لكن احد لم ينتبه فقام مجند آخر وهو ( محمد العاقوري ) بالغناء
(الجار مايخون الجار واحنا جارنا خاينينه)
هذا نوع من البرقيات العاجله جعلت الكثير من الناس ينجون بأنفسهم من تلك المذبحة
وهذه الغناوة تمثل بها شيخ الشهداء (عمر المختار) متحسراً عندما وقف على قبر
الشهيد ( حسين الجويفي )قائد دور البراعصة والدرسة ( شريف لصل وافي الدين تما غفير في فاهق غلا )
وفي رواية اخرى ( شهير لسم وافي الدين تما غفير في فاهق خلا )
وقال ايضاً في نفس الموقف ( سوته عليك الغوط يا نيسة اللي استاحشن )
أثناء الغزو الإيطالي تحديداً يوم (رواج ) من عشرينات القرن الماضي كانت إحدى
المجاهدات تحرض الرجال على القتال فتقول
( هذول هم اللي يا عين يحاموك والنار والعة )
عندما جرح احد المجاهدين في الجبل الأخضر وتحديداً بين ( البلنج و خارقة )
وهما عينان من عيون المياه الكثيرة في المنطقة وأخذ ينزف وأحس بالعطش قال
( يانا اللي عطشان بين البلنج و خارقة )
يستغرب كيف يمكن أن يموت بالعطش وهو بين نبعين ! وأصبحت هذه الغناوة
مثلاً يضرب لعدم الحصول على الشيء مع توفر أسبابه .
في عشرينات القرن الماضي كان المجاهد (محمد عقيلة الهنكري )متخفياً عن
الطليان ويريد العودة إلى الجبل الأخضر وحين مر على مدينة ( اجدابيا ) طلب
من احد الخرازين أن يصنع له حذاء وحين أنتها الخراز من صنع الحذاء سأله
( محمد عقيلة )وهو يضن ان الخراز لا يعرفه عن مدى جودة الحذاء فرد
الخراز قائلاً ( توصل اوهام رواج ولا قلت يانا م الحفا )
( رواج ) منطقة في جنوب الجبل الأخضر كان يقيم فيها المجاهدين
ولقد وصلها ( محمد عقيلة الهنكري ) بالفعل لاكنه استشهد فيها بعد ذالك .
وهذا مجاهد آخر يتشوق للقاء الطليان فيقول
( دراها اكبود الخيل لهن زمان ما دالن عدو )
تعرض الكثير من الليبيين للنفي وعندما تحركة السفينة التي تحمل بعض
المنفيين إلى إيطالية قال (حسين بو قليدة الخزعلي ) وهو يلقي اخر نضرة
على الوطن ( اللي نشغلوه يسيل يانا مشينا لطالية )
كانت تلك اخر نضرة بالفعل فقد مات بالمنفى
في ثلاثينات القرن الماضي عندما جندت إيطالية الليبيين للحرب في الحبشة
وحين انتهت الحرب وتحركت السفينة العائدة إلى ليبيا قام (عبدالله حسين برعاص)
برفع عقيرته بالغناء ( يريد يقسموا لولاف ارياح الغلا ناض عونهن )
بعدانتهاء الحرب العالمية الثانية وتحديداً بعد معركة ( العلمين ) التي شارك فيها
الليبيون بأعداد كبيرة وأسر بعضهم من قبل الإنجليز قال احد السجناء الليبيين
( مرايف رياف الطير علي اعطير و اوهام فاجية )
وادي ( اعطير ) سمي بذلك للمعركة التي حدثت بين البرقاويين والاتراك ، ومعطن ( فاجية ) جنوب شرق ( اسلنطة ) بالقرب من جردس
و من رواية المجاهد ( آدم الهاين سليمان )
عندما اتصل الطليان بشيخ الشهداء عمر المختار لعقد صلح
وحدثت مفاوضات في منطقة القيقب غضب خلالها شيخ الشهداء
عمر المختار من شروط الطليان وترك الأجتماع وتمثل بهاذه الغناوة
( أجواد راكبين الخيل علي وطنا ما انماينوا)
في معركة ( مراوة )
وهي ليست ( يوم مراوة ) الذي الذي حدثت فيه الخيانة
قالت المجاهدة ( حليمة سليمان العبدي )
( هلك يا مراوة جوك اقناع الحيا قاشعينه )
لحضة احضارالمجاهد ( يوسف الجيلاني ) بعد اسره لأعدامه في شحات
من قبل الطليان نضر إلى الحشد وقال
( ماتن علي سباه رحيمات وفدا غالياً )
عندما قام الطليان بهدم قبة الصحابي الجليل ( رويفع بن ثابت الأنصاري )
على يد الضابط الأيطالي ( باريلا ) الذي اشتهر بقسوته قال احد المجاهدين
( يبقى ضليل راي العقل عليه كان باريلا حكم )
وقال مجاهد اخر وهي اشاره إلى قتل الصحابي ( رويفع الأنصاري ) من
قبل الرومان سنة ( 54 او 56 ه) في منطقة (طرغونية ) "قفنطة الان " فقال المجاهد
( قاتلينا من قبل واليوم جوه هدموا قبته )
من رواية المجاهد ( بكار مريز بلاش )
قام خمسة مجاهدين من مجموعتنا بالهجوم على العدو الذي كثيراً
ما ينصب الفخاخ ، وحدث ان الفخ امسك احدهم ، فلم يستطيعوا
تخليصه لان العدوا كان قريب جداً منهم فأقتلعوا المنداف
وحملوا صاحبهم بفخه ليخلصوه فيما بعد ونجحوا
فقال احد المجاهدين
( شالوه بالمنداف الحاسة ومابوا ايريبوا )
عندما كان المجاهد ( حسين سليمان معتوق ) يتحصن في احد الكهوف
نفذت ذخيرته وأشعل الطليان النار في الكهف هنا استبدل الذخيرة بالغناء
و خرج عليهم مهاجماً وهو يردد
( ما عمر صاحب عرف خطاره مشوا قارضينه )
حين استشهد المجاهد ( نجيب الحوراني ) قائد دور ( مسوس )
وهو اردني الأصل من الضباط العرب في الجيش العثماني
حمله المجاهدون على جمل لدفنه في منطقة ( مسوس )
وحين اشرف قائد الجمل على المنطقى اخذ يتغنى :
و استقبلته النساء بالزغاريد
( احتفلي بمير الدور يا مسوس يوجاك ع الجمل )
كان المجاهد ( عبدالله الفيل العرفي ) كومندار دور البراغيث لا يتحصن
بل يقاتل واقفاً في كثير من الأحيان وحين ينصحونه المجاهدين بالتحصن
كان يقول
( اللي يخاف م البارود ايجي وراي نا خال فاطمة )
كانت المعتقلات تسوم الشعب الليبي الضيم وتذيقه انواع العذاب
وقد استخدمت إيطاليا في حراسة المعتقلين بعض المتواطئين من
الذين باعوا ضمائرهم للعدو وكانوا يمارسون تسلطهم على ابناء
وطنهم من المجاهدين الأحرار الذين حوصروا داخل المعتقلات
قال فيهم احد المجاهدين :
( دايل عليهم عفن ارجال العلم يا نويرتي )
من قصص الجهاد الليبي بعد زج الليبيين في المعتقلات اصبح
المجاهدون في وضع صعب للغاية بعد ان انقطعت عنهم الإمدادات
بجميع انواعها ، وذات يوم كانت مجموعة منهم تبحث عن الطعام
فوجدوا بعض الحبوب في احد الكهوف ووجدوا الرحا ، وبداء بعض
منهم بإشعال النار فيما تولى احد تنقية الحبوب بينما اخذ الأخر على
عاتقه طحن الحبوب فجهز الرحا واخذ اول دفعة لطحنها وعندما
دارة الرحا بداء يهاجي قائلاً :
( مغير ضلم م الطليان هزيز لحيتي فوق الرحا )
فرد عليه احد اصحابه قائلاً :
( تجيه ساعته ويزول سعد الياس مو ديما قوي )
وبالفعل اتت ساعتهم ورحل الطليان ،
وجاء الجيل الذي اخذ بثأرهم ،
وأصبحت تضحياتهم مبعث فخر و اعتزاز لنا
المصدر:مجلة البحوث التاريخه..

ليست هناك تعليقات: