السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جمهرة خطب العرب
الحجاج بن يوسف الثقفي
ولى عبد الملك بن مروان امير المؤمنين للدولة الامويه الحجاج بن يوسف الثثقفي واليا على العراق ... فبدأ الحجاج بالمسجد فصعد المنبر وهو متلثم بعمامة خز حمراء فقال علي بالناس فحسبوه وأصحابه خارجيا فهموا به وهو جالس على المنبر ينتظر اجتماعهم فاجتمع الناس وهو ساكت قد أطال السكوت فتناول محمد بن عمير حصباء وأراد أن يحصبه بها وقال قاتله الله ما أغباه وأذمه والله إني لأحسب خبره كروائه فلما تكلم الحجاج جعلت الحصباء تنتشر من يده وهو لا يعقل به قال ثم كشف الحجاج عن وجهه وقال:
" أنا ابن جـــلا وطّلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني،
أما والله إني لأحمل الشر محمله وآخذه بفعله وأجزيه بمثله وإني لأرى رؤوسا قد أينعت وقد حان قطافها، إني لأنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى قد شمرت عن ساقها تشميرا
هذا أوان الحرب فاشتدي زيم .. قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غـنم .. ولا بجزار على لحم وضم
إني والله يا أهل العراق ما أغمز بتغماز التين ولا يقعقع لي بالشنان ولقد فررت عن ذكاء، وجريت إلى الغاية القصوى ثم قرأ :"
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }
وأنتم أولئك وأشباه أولئك. إن أمير المؤمنين عبد الملك نثر كنانته فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا واصلبها مكسرا فوجهني إليكم ورمى بي في نحوركم فإنكم أهل بغي وخلاف وشقاق ونفاق فإنكم طالما أوضعتم في الشر وسننتم سنن الغي فاستوثقوا واستقيموا فوالله لأذيقنكم الهوان ولأمرينكم به حتى تدروا ولألحونكم لحو العود ولأعصبنكم عصب السلمة حتى تذلوا. ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل حتى تذروا العصيان وتنقادوا ولأقرعنكم قرع المروة حتى تلينوا.
إني والله ما أعــد إلا وفيت ولا أخلق إلا فريت،... أقسم بالله لتقبلن على الإنصاف ولتدعن الإرجاف وقيلا وقال وما تقول وما يقول وأخبرني فلان أو لأدعــن لكل رجل منكم شغلا في جسده فيم أنتم وذاك والله لتستقيمن على الحق أو لأضربنكم بالسيف ضربا يدع النساء أيامى والولدان يتامى حتى تذروا السمهي وتقلعوا عن هواها ألا إنه لو ساغ لأهل المعصية معصيتهم ما جيء فيء ولا قوتل عدو ولعطلت الثغور .... وإني أقسم بالله لا أجد أحدا من عسكره بعد ثلاثة إلا ضربت عنقه وأنهبت داره .
من جمهرة خطب العرب
جمهرة خطب العرب
الحجاج بن يوسف الثقفي
ولى عبد الملك بن مروان امير المؤمنين للدولة الامويه الحجاج بن يوسف الثثقفي واليا على العراق ... فبدأ الحجاج بالمسجد فصعد المنبر وهو متلثم بعمامة خز حمراء فقال علي بالناس فحسبوه وأصحابه خارجيا فهموا به وهو جالس على المنبر ينتظر اجتماعهم فاجتمع الناس وهو ساكت قد أطال السكوت فتناول محمد بن عمير حصباء وأراد أن يحصبه بها وقال قاتله الله ما أغباه وأذمه والله إني لأحسب خبره كروائه فلما تكلم الحجاج جعلت الحصباء تنتشر من يده وهو لا يعقل به قال ثم كشف الحجاج عن وجهه وقال:
" أنا ابن جـــلا وطّلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني،
أما والله إني لأحمل الشر محمله وآخذه بفعله وأجزيه بمثله وإني لأرى رؤوسا قد أينعت وقد حان قطافها، إني لأنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى قد شمرت عن ساقها تشميرا
هذا أوان الحرب فاشتدي زيم .. قد لفها الليل بسواق حطم
ليس براعي إبل ولا غـنم .. ولا بجزار على لحم وضم
إني والله يا أهل العراق ما أغمز بتغماز التين ولا يقعقع لي بالشنان ولقد فررت عن ذكاء، وجريت إلى الغاية القصوى ثم قرأ :"
{ وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }
وأنتم أولئك وأشباه أولئك. إن أمير المؤمنين عبد الملك نثر كنانته فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا واصلبها مكسرا فوجهني إليكم ورمى بي في نحوركم فإنكم أهل بغي وخلاف وشقاق ونفاق فإنكم طالما أوضعتم في الشر وسننتم سنن الغي فاستوثقوا واستقيموا فوالله لأذيقنكم الهوان ولأمرينكم به حتى تدروا ولألحونكم لحو العود ولأعصبنكم عصب السلمة حتى تذلوا. ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل حتى تذروا العصيان وتنقادوا ولأقرعنكم قرع المروة حتى تلينوا.
إني والله ما أعــد إلا وفيت ولا أخلق إلا فريت،... أقسم بالله لتقبلن على الإنصاف ولتدعن الإرجاف وقيلا وقال وما تقول وما يقول وأخبرني فلان أو لأدعــن لكل رجل منكم شغلا في جسده فيم أنتم وذاك والله لتستقيمن على الحق أو لأضربنكم بالسيف ضربا يدع النساء أيامى والولدان يتامى حتى تذروا السمهي وتقلعوا عن هواها ألا إنه لو ساغ لأهل المعصية معصيتهم ما جيء فيء ولا قوتل عدو ولعطلت الثغور .... وإني أقسم بالله لا أجد أحدا من عسكره بعد ثلاثة إلا ضربت عنقه وأنهبت داره .
من جمهرة خطب العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق