عبد الله بن رواحة يرثي نفسه يوم مؤته
في السنة الثامنة من الهجرة بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً لقتال الروم وأمر عليهم زيد بن حارثة وقال : إن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فليختر المسلمين لهم من شاؤوا فكأن القادة أدركوا أنهم مقتولون ، فلما جهز عبدالله بن رواحة نفسه وحمل على راحلته متاعه قال منشدا
إذا أدنيـتني وحملت رحلي .. مسيرة أربعٍ بعـد الحسـاء
فشأنك فأنعمي وخلاك ذمٌ .. ولا أرجع إلى أهلي ورائي
وجـاء المؤمنون وغادروني .. بأرض الشام مشهور الثواء
وردك كل ذي نسبٍ قريبٍ .. إلى الرحمن منقطع الإخـاء
هـنالك لا أبالي طلع بعـلٍ .. ولا نـجـلٍ أسافلها رواء
فسمعه زيد بن أرقم وكان يتيماً في حجره فبكى فضربه بالدرة وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ، ولما اقترب موعد الرحيل أخذ الناس يودعون الجيش الغازي فلما ودعوا عبدالله بكى فقيل ما يبكيك يا بن رواحة؟ فقال :
أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ))
فلست أدري كيف بالصدر بعد الورد ،
وقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين فقال عبدالله :
لكـنني أسأل الـرحمن مغفرةً .. وضربةً ذات فرعٍ تقذف الزبدا
أو طعنة بـيَدي حـرَّان مجهزة .. بـحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا إذا مروا على جدثي يا أرشد الله من غازٍ وقد رشدا وودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومضو وقابلوا الروم في مؤتة وكان عدد المسلمين ثلاثة الآف وتعداد الروم مائتي ألف
فأخذ الراية زيد فقاتل قتال الأبطال حتى قتل فأخذها جعفر فتقدم وهو ينشد
يا حبذا الجـنّة واقـترابها .. طيبةٌ وباردٌ شرابها
والروم رومٌ قد دنا عذابها .. كافرةٌ بعيدةٌ أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
فقاتل حتى قتل فأخذ الراية عبدالله فتقدم وهو ينشد
يا نفس إلا تقتلي تموتي .. هذا حياض الموت قد صليتي
وما تمنيت فـقد لقيتي .. إن تفعـلي فعلهما هديتـي
وإن تأخرتي فقد شقيتي
وروى أن رجلاً أعطاه عظماً فيه لحم وقال خذ هذا تقوى به على القتال فلما قضمه ليأكله سمع وجبةً في ناحية الجيش
فقال : وأنت هنا يقصد نفسه ثم رمى بالعظم وانطلق يقاتل وهو يقول
يا نفس مالك تكرهين الجنة .. أقـسم بالله لـتـنـزلـنه
طـائعة أو لا لـتكرهنه .. فطالـما قـد كنت مطمئنة
هل أنت إلا نطفة في شنة .. قد أجلب الناس وشدوا الرنة
فقاتل حتى قتل فرضي الله عنهم أجمعين فقال حسان يرثيهم
تأوبنـي لـيلٌ بـيثرب أعسر .. وهمٌ إذا ما نوّم الـناس مسهر
لذكرى حبيبٍ هيجت لي عبرةً .. سفوحاً وأسباب البكاء التذكر
بلـى إن فـقدان الحبيب بليةٌ .. وكم من كريمٍ يبتلى ثم يصبر
فـلا يُبعدن الله قـتلى تتابعوا .. بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيدٌ وعبدالله حـين تتابعوا .. جميعاً وأسباب الـمنيّة تخطر
...
في السنة الثامنة من الهجرة بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشاً لقتال الروم وأمر عليهم زيد بن حارثة وقال : إن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فليختر المسلمين لهم من شاؤوا فكأن القادة أدركوا أنهم مقتولون ، فلما جهز عبدالله بن رواحة نفسه وحمل على راحلته متاعه قال منشدا
إذا أدنيـتني وحملت رحلي .. مسيرة أربعٍ بعـد الحسـاء
فشأنك فأنعمي وخلاك ذمٌ .. ولا أرجع إلى أهلي ورائي
وجـاء المؤمنون وغادروني .. بأرض الشام مشهور الثواء
وردك كل ذي نسبٍ قريبٍ .. إلى الرحمن منقطع الإخـاء
هـنالك لا أبالي طلع بعـلٍ .. ولا نـجـلٍ أسافلها رواء
فسمعه زيد بن أرقم وكان يتيماً في حجره فبكى فضربه بالدرة وقال ما عليك يا لكع أن يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ، ولما اقترب موعد الرحيل أخذ الناس يودعون الجيش الغازي فلما ودعوا عبدالله بكى فقيل ما يبكيك يا بن رواحة؟ فقال :
أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ (( وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ))
فلست أدري كيف بالصدر بعد الورد ،
وقال المسلمون صحبكم الله وردكم إلينا صالحين فقال عبدالله :
لكـنني أسأل الـرحمن مغفرةً .. وضربةً ذات فرعٍ تقذف الزبدا
أو طعنة بـيَدي حـرَّان مجهزة .. بـحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقولوا إذا مروا على جدثي يا أرشد الله من غازٍ وقد رشدا وودعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومضو وقابلوا الروم في مؤتة وكان عدد المسلمين ثلاثة الآف وتعداد الروم مائتي ألف
فأخذ الراية زيد فقاتل قتال الأبطال حتى قتل فأخذها جعفر فتقدم وهو ينشد
يا حبذا الجـنّة واقـترابها .. طيبةٌ وباردٌ شرابها
والروم رومٌ قد دنا عذابها .. كافرةٌ بعيدةٌ أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
فقاتل حتى قتل فأخذ الراية عبدالله فتقدم وهو ينشد
يا نفس إلا تقتلي تموتي .. هذا حياض الموت قد صليتي
وما تمنيت فـقد لقيتي .. إن تفعـلي فعلهما هديتـي
وإن تأخرتي فقد شقيتي
وروى أن رجلاً أعطاه عظماً فيه لحم وقال خذ هذا تقوى به على القتال فلما قضمه ليأكله سمع وجبةً في ناحية الجيش
فقال : وأنت هنا يقصد نفسه ثم رمى بالعظم وانطلق يقاتل وهو يقول
يا نفس مالك تكرهين الجنة .. أقـسم بالله لـتـنـزلـنه
طـائعة أو لا لـتكرهنه .. فطالـما قـد كنت مطمئنة
هل أنت إلا نطفة في شنة .. قد أجلب الناس وشدوا الرنة
فقاتل حتى قتل فرضي الله عنهم أجمعين فقال حسان يرثيهم
تأوبنـي لـيلٌ بـيثرب أعسر .. وهمٌ إذا ما نوّم الـناس مسهر
لذكرى حبيبٍ هيجت لي عبرةً .. سفوحاً وأسباب البكاء التذكر
بلـى إن فـقدان الحبيب بليةٌ .. وكم من كريمٍ يبتلى ثم يصبر
فـلا يُبعدن الله قـتلى تتابعوا .. بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيدٌ وعبدالله حـين تتابعوا .. جميعاً وأسباب الـمنيّة تخطر
...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق