عبدالمطلب يطلب من بناته أن يرثينه
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن سعيد بن المسيب
أن عبدالمطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته ، وكن ست نسوة : صفية ، وبرة ، وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وأروى ، فقال لهن : ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت .
***
قالت صفية بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
أرقت لصوت نائحة بليل * على رجل بقارعة الصعيدِ
ففاضت عند ذلكم دموعي * على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل * له الفضل المبين على العبيد
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير وارث كل جود
صدوق في المواطن غير نكس * ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل الباع أروع شيظميّ * مطاع في عشيرته حميد
رفيع البيت أبلج ذي فضول * وغيث الناس في الزمن الحرود
كريم الجد ليس بذي وصوم * يروق على المسود والمسود
عظيم الحلم من نفر كرام * خضارمة ملاوثة أسود
فلو خلد امرؤ لقديم مجد * ولكن لا سبيل إلى الخلود
لكان مخلدا أخرى الليالي لفضل المجد والحسب التليد
***
وقالت برة بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
أعيني جودا بدمع دررْ على * طيب الخيم والمعتصرْ
على ماجد الجد واري الزناد * جميل المحيا عظيم الخطر
على شيبة الحمد ذي المكرمات * وذي المجد والعز والمفتخر
وذي الحلم والفصل في النائبات * كثير المكارم جم الفجر
له فضل مجد على قومه * منير يلوح كضوء القمر
أتته المنايا فلم تشوه * بصرف الليالي وريب القدر
***
وقالت عاتكة بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
أعيني جودا ولا تبخلا * بدمعكما بعد نوم النيامْ
أعيني واسحنفرا واسكبا * وشوبا بكاءكما بالْتِدَام
أعيني واستخرطا واسجما * على رجل غير نكس كهام
على الجحفل الغمر في النائبات * كريم المساعي وفي الذمام
على شيبة الحمد واري الزناد * وذي مصدق بعد ثبت المقام
وسيف لدى الحرب صمصامة * ومردي المخاصم عند الخصام
وسهل الخليقة طلق اليدين * وفي عُدْمُلِّيّ صميم لهُام
تَبَنَّك في باذخ بيته * رفيع الذؤابة صعب المرام
***
وقالت أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
ألا يا عين جودي واستهلي * وبكي ذا الندى والمكرمات
ألا يا عين ويحك أسعفيني * بدمع من دموع هاطلات
وبكِّي خير من ركب المطايا * أباك الخير تيار الفرات
طويل الباع شيبة ذا المعالي * كريم الخيم محمود الهبات
وصولا للقرابة هبرزيا * وغيثا في السنين الممحلات
وليثا حين تشتجر العوالي * تروق له عيون الناظرات
عقيل بني كنانة والمرجى * إذا ما الدهر أقبل بالهنات
ومفزعها إذا ما هاج هيج * بداهية وخصم المعضلات
فبكيه ولا تسمي بحزن * وبكي ، مابقيت ، الباكيات
***
وقالت أميمة بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
ألا هلك الراعي العشيرة ذو الفقدِ * وساقي الحجيج والمحامي عن المجد
ومن يؤلف الضيف الغريب بيوته * إذا ما سماء الناس تبخل بالرعد
كسبت وليدا خير ما يكسب الفتى * فلم تنفكك تزداد ياشيبة الحمد
أبو الحارث الفياض خلاَّ مكانه * فلا تبعدن فكل حي إلى بعد
فإني لباك ما بقيت وموجع * وكان له أهلا لما كان من وجدي
سقاك ولي الناس في القبر ممطرا * فسوف أبكيه وإن كان في اللحد
فقد كان زينا للعشيرة كلها * وكان حميدا حيث ما كان من حمد
***
وقال أروى بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
بكت عيني وحق لها البكاء * على سمح سجيته الحياءُ
على سهل الخليقة أبطحي * كريم الخيم نيته العلاء
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير ليس له كفاء
طويل الباع أملس شيظمي * أغر كأن غرته ضياء
أقب الكشح أروع ذي فضول * له المجد المقدم والسناء
أبيِّ الضيم أبلج هبرزي * قديم المجد ليس له خفاء
ومعقل مالك وربيع فهر * وفاصلها إذا التمس القضاء
وكان هو الفتى كرما وجودا * وبأسا حين تنسكب الدماء
إذا هاب الكماة الموت حتى * كأن قلوب أكثرهم هواء
مضى قدما بذي ربد خشيب * عليه حين تبصره البهاء
قال ابن إسحاق : فزعم لي محمد بن سعيد بن المسيب أنه أشار برأسه وقد أصمت : أن هكذا فابكينني .
***
قال ابن إسحاق : حدثني محمد بن سعيد بن المسيب
أن عبدالمطلب لما حضرته الوفاة وعرف أنه ميت جمع بناته ، وكن ست نسوة : صفية ، وبرة ، وعاتكة ، وأم حكيم البيضاء ، وأميمة ، وأروى ، فقال لهن : ابكين علي حتى أسمع ما تقلن قبل أن أموت .
***
قالت صفية بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
أرقت لصوت نائحة بليل * على رجل بقارعة الصعيدِ
ففاضت عند ذلكم دموعي * على خدي كمنحدر الفريد
على رجل كريم غير وغل * له الفضل المبين على العبيد
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير وارث كل جود
صدوق في المواطن غير نكس * ولا شخت المقام ولا سنيد
طويل الباع أروع شيظميّ * مطاع في عشيرته حميد
رفيع البيت أبلج ذي فضول * وغيث الناس في الزمن الحرود
كريم الجد ليس بذي وصوم * يروق على المسود والمسود
عظيم الحلم من نفر كرام * خضارمة ملاوثة أسود
فلو خلد امرؤ لقديم مجد * ولكن لا سبيل إلى الخلود
لكان مخلدا أخرى الليالي لفضل المجد والحسب التليد
***
وقالت برة بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
أعيني جودا بدمع دررْ على * طيب الخيم والمعتصرْ
على ماجد الجد واري الزناد * جميل المحيا عظيم الخطر
على شيبة الحمد ذي المكرمات * وذي المجد والعز والمفتخر
وذي الحلم والفصل في النائبات * كثير المكارم جم الفجر
له فضل مجد على قومه * منير يلوح كضوء القمر
أتته المنايا فلم تشوه * بصرف الليالي وريب القدر
***
وقالت عاتكة بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
أعيني جودا ولا تبخلا * بدمعكما بعد نوم النيامْ
أعيني واسحنفرا واسكبا * وشوبا بكاءكما بالْتِدَام
أعيني واستخرطا واسجما * على رجل غير نكس كهام
على الجحفل الغمر في النائبات * كريم المساعي وفي الذمام
على شيبة الحمد واري الزناد * وذي مصدق بعد ثبت المقام
وسيف لدى الحرب صمصامة * ومردي المخاصم عند الخصام
وسهل الخليقة طلق اليدين * وفي عُدْمُلِّيّ صميم لهُام
تَبَنَّك في باذخ بيته * رفيع الذؤابة صعب المرام
***
وقالت أم حكيم البيضاء بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
ألا يا عين جودي واستهلي * وبكي ذا الندى والمكرمات
ألا يا عين ويحك أسعفيني * بدمع من دموع هاطلات
وبكِّي خير من ركب المطايا * أباك الخير تيار الفرات
طويل الباع شيبة ذا المعالي * كريم الخيم محمود الهبات
وصولا للقرابة هبرزيا * وغيثا في السنين الممحلات
وليثا حين تشتجر العوالي * تروق له عيون الناظرات
عقيل بني كنانة والمرجى * إذا ما الدهر أقبل بالهنات
ومفزعها إذا ما هاج هيج * بداهية وخصم المعضلات
فبكيه ولا تسمي بحزن * وبكي ، مابقيت ، الباكيات
***
وقالت أميمة بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
ألا هلك الراعي العشيرة ذو الفقدِ * وساقي الحجيج والمحامي عن المجد
ومن يؤلف الضيف الغريب بيوته * إذا ما سماء الناس تبخل بالرعد
كسبت وليدا خير ما يكسب الفتى * فلم تنفكك تزداد ياشيبة الحمد
أبو الحارث الفياض خلاَّ مكانه * فلا تبعدن فكل حي إلى بعد
فإني لباك ما بقيت وموجع * وكان له أهلا لما كان من وجدي
سقاك ولي الناس في القبر ممطرا * فسوف أبكيه وإن كان في اللحد
فقد كان زينا للعشيرة كلها * وكان حميدا حيث ما كان من حمد
***
وقال أروى بنت عبدالمطلب تبكي أباها :
بكت عيني وحق لها البكاء * على سمح سجيته الحياءُ
على سهل الخليقة أبطحي * كريم الخيم نيته العلاء
على الفياض شيبة ذي المعالي * أبيك الخير ليس له كفاء
طويل الباع أملس شيظمي * أغر كأن غرته ضياء
أقب الكشح أروع ذي فضول * له المجد المقدم والسناء
أبيِّ الضيم أبلج هبرزي * قديم المجد ليس له خفاء
ومعقل مالك وربيع فهر * وفاصلها إذا التمس القضاء
وكان هو الفتى كرما وجودا * وبأسا حين تنسكب الدماء
إذا هاب الكماة الموت حتى * كأن قلوب أكثرهم هواء
مضى قدما بذي ربد خشيب * عليه حين تبصره البهاء
قال ابن إسحاق : فزعم لي محمد بن سعيد بن المسيب أنه أشار برأسه وقد أصمت : أن هكذا فابكينني .
***
هناك تعليق واحد:
كت عيني وحق لها البكاء * على سمح سجيته الحياءُ
...
جميله جدا اشكرك جزيل الشكر
إرسال تعليق