من تاريخنا - عام 1896...
كتاب هضبة الحوريات * (اللاتي يمثلن آلهة الحسن والجمال عند اليونانيين القدماء)
The Hill of the Graces
لمؤلفه H.S. Cowper وهو خبير حفريات وآثار
Darf Publishers Ltd.© London
ترجمة وتقديم: يونس الهمالي بنينه
– 312 صفحة بالإنجليزية وخريطة لمسار الرحلة وخريطة أخرى لمدينة طرابلس تبين المباني والشوارع الرئيسية في ذلك الوقت.
– حجم الكتاب 145 مم عرض × 230 مم طول.
– 89 صورة ورسومات تخطيطية تمثل سكان ترهونة والمناطق القريبة منها ، اصافة الى الآثار الرومانية.
كيف كان أهلنا يعيشون منذ أكثر من مائة عام ؟
بإذن من الحكومة التركية، تجول هذا المستكشف في بعض مناطق ليبيا بصحبة مرشدين ليبيين من منطقة ترهونة لمرافقته في رحلته من طرابلس إلى ترهونة ومنها إلى غريان ثم العودة إلى ترهونة ومنها إلى لبدة وأخيراً طرابلس.
أكتشف خلال رحلته هذه الكثير من الأثار الرومانية التي يسميها أهلنا في ترهونة (صنام) وهي موجودة حتى الآن. كذلك اكتشف سدود وديان كثيرة أنشأها الرومان والتي احتفظت بمدرجات سدودها في حالة جيدة … (حتى ذلك الوقت).
كما يتحدث عن القبائل التي تقطن في ترهونة ويحدد عددها ب 36 قبيلة، ولأنه كتب أسمائها بالإنجليزية وبلهجة غير واضحة للأسف فإنه يصعب إعادة كتابتها بالعربية لعدم معرفتي ببعض تلك القبائل فالمعذرة، وأرجو من الأخوة زوار الموقع التصحيح بعد الإطلاع على التسميات الواردة أدناه باللغة الإنجليزية:
القبائل التي لست متأكدا من تهجيها وضعت أمامها علامات استفهام وهي كالتالي كما جاءت في الكتاب:
"أولاد علي (قبيلة كبيرة جدا) - أولاد أم عارف - مراغنة - مزاوغة - بركات - مقارحة - زراغنة - دراهب - عمامره - مهادي = (مهدوي) - أولاد حامد، - همامله، - مناشي؟ - عواصة؟ رحايمه - شفاطره؟ زلاص؟ حمادات - عمارين - غنايمة - فرجان القراره - دوايم - أولاد ترهونة - عرابين - قراقنه - طلح - حجاج - صبابعة (صبيعات) - حمودات - الطرشان- قرارات - أولاد ناجح - أولاد بوسعيد - أولاد يوسف - أولاد بوسالم - معاته؟ - خوارج - بوصبع"
صنام بومطيرة في (القصيعة)
ويصف أهل ترهونة بأنهم "طوال القامة يتميزون بالوسامة والتدين ولا تفوتهم أوقات الصلاة لأي سبب كان، ويصومون حتى وإن كانوا معفيين من الصيام لأنهم على سفر "في رحلتنا الشاقة خلال شهر رمضان".....
هناك التزام محدد في المخيم يتم اتباعه باستمرار. حيث أن مرشدي (محي الدين) يقوم بالأذان للصلاة بانتظام مثلما هو عليه الحال في المدينة. أهل ترهونة حقاً ملتزمين بدينهم وكثير منهم يؤدون الصلاة في أوقاتها. نحن الآن في شهر رمضان، وعلى الرغم من أن المسافرين معفيين من الصيام في شهر رمضان إلا أنه لا يوجد أي شيء يمكن أن يقنع رجالي بقطع صيامهم من أجل الأكل قبل غروب الشمس، فهم لا يعتبرون رحلة لمدة أسبوعين عذر وجيه يسمح لهم بقطع صيامهم.
أهل ترهونة لا يسمحون لنسائهم بالظهور إذا كان هناك غرباء، وأقرب امرأة شاهدتها كانت على بعد 300 ياردة".
ويستطرد في صفحات أخرى: الأكلات الرئيسية لأهل ترهونة هي البازين والكسكسو المعمولة من الدقيق، والأكلة الأخيرة غالباً ما تكون شهية ولكن الأولى سيئة جداً.
الحرف التي يقوم بها أهل ترهونة هي الزراعة وتربية المواشي. وتتواجد حظائر في الخلاء مسيجة يسمونها (الهنشير) والتي يزرعون فيها الشعير، والقمح وبعض أشجار التين (الكرموس). والمواشي هي من البقر والغنم والإبل ولكن الخيول لا تشاهد بكثرة في هذه المنطقة.
الأشجار تكاد تكون معدومة اللهم إلا من أشجار البطوم الضخمة الحجم والتي يسمونها هنا (الخضرة) وهي الشجرة الوحيدة التي تتواجد هنا.
تزايد الطلب في السنوات الأخيرة على (الحلفا) مما نتج عنه خلق مهنة جديدة لسكان المناطق المرتفعة (الهضاب) في ترهونة. فالحلفا تنبت في كثير من المناطق البرية فوق الهضاب في غرب ترهونة وفي غريان وفي المناطق الغربية من الجبل.
وطبعاً المؤلف يسجل كل ما يدور حوله، وهو يفهم العربية باللهجة الليبية، فيصف بعض الطرائف فيقول:
"يمزح العرب هنا في بعض الأوقات فيسمون الجمل ب (مركب البر)، وسفينة الصحراء التي نركبها. ولقد ذكرت الإحصائيات التركية الرسمية هنا أن العدد الإجمالي للإبل بلغ 350.000 رأس والخيل 30.000 رأس، ولكن يشك في أن هذا العدد يشمل منطقة فزان أيضاً.
أهل طرابلس الغرب يستخدمون كلمات وحركات عديدة لتحفيز حيواناتهم على السير، فتجدهم ينهرون الحمار بقولهم: ترررر - لإستعجاله على السير - ويضيفون على ذلك كافة الأوصاف التي يمكن أن يتخيلها المرء - ترررر يا مسكينة - (تررر يا كافر) - تررررر يا يهودي - (ترررر يا كلب) - ترررر يا طحان - ترررر يا قهدي.
ولإيقاف الحمار - يقولون - أشششششش، ويستطرد المؤلف قائلا: ولكن لإيقاف الجمل يقولون كلمات لا أستطيع تهجيها (كتابتها) لصعوبة نطقها حيث أنها تصدر من اعماق الحنجرة" (يقصد أخخخخخخخخ) لتبريك الجمل.
المترجم:
الغريب في الأمر أن هناك مستكشفون إنجليز آخرون ذكروا نفس الشيء في مذكراتهم - أي في وصف تحفيز الليبيين لحيواناتهم على السير، وكأن هذا الأسلوب يستهويهم ويثير انتباههم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق